تابعونا يومياً .. إلي أين ؟
[rtl]
[/rtl]
قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ النور 19.
بين مطرقة الابتذال وسندان الفاحشة ..
تتسابق قنوات التلفاز في تقديم كم هائل من المسلسلات ..
التي لم ولن تجلب لنا إلا الفتن ، ضاربة في أعماق الرذيلة والتضليل ،
أحاطت بشبابنا من كل صوب وحدب إحاطة السوار بالمعصم ،
تضج بالحب المحرم والمشاهد الفاضحة والمواقف المهترئة والدعوة إلي الاختلاط وإشاعة الفاحشة ،
سلب صريح لعقول شبابنا وأفكارهم .. ونهب لعفتهم وموت لحيائهم وقتل لغيرتهم ،
في زمن تميعت فيه المفاهيم وتاهت القيم وتبعثرت الأحكام وغيبت العقول !!! .
قال عز وجل:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ البروج10.
أسئلة تتزاحم في خاطري ..
هل هي للتربح ؟ ..
هل هي عن قصد ؟ ..
هل جند لها أخفياء ؟ ..
هل هدفها إثارة الفتن والشهوات ؟ ..
أم تعضيد للشبهات ؟ ..
أم إلهاء وتضييع للأوقات ؟ ..
أم للخروج عن الجادة وسواء السبيل ؟ ..
أم خطوات من الزيف والتضليل ؟ ..
أم خطرات للشيطان بثها في قلوب العباد ؟ ..
ظلمات فوق ظلمات وسهام مسمومة أصابت القلوب والعقول ..
وما تلك الأسئلة التي إمتلاً بها خاطري إلا إجابات .
أخلاق الأمة تذبح بسكين مستهدفة أمام الجميع ..
بتلك المسلسلات التي تكسرت عليها سيوف ودروع العفة ،
فاختزلت الأوقات والعبادات ،
ونسينا لم خلقنا وما هدفنا في الحياة
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ الذاريات56 .
قال تعالى:
﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ فاطر6 .
وقال عز وجل:
﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ النازعات37-39 .
أفيقوا واستوعبوا ما أحاط بكم من هالات ضبابية يلتف حولها الكبير قبل الصغير
ويحرصون على أوقاتها وكأنها ورد يومي قدسي ،
تقدم النماذج المشوهة والشخصيات الممسوخة في صورة بطولات
فيتأثر بها شبابنا ويعتقد أنها قدوات ،
فتختلط المفاهيم وتتوه القيم ..
ويطفو على السطح حب التبرج والسفور والاختلاط
وتزيين المنكرات والانصراف إلي الشهوات وحب الرذيلة ،
فيكون الباطل الذي يتكالب عليه الجميع .
فالأمر يحتاج إلى وقفــة من الدعاة وولاة الأمور
ممن لهم قناعات مغايرة ويعرفون الحق ولهم القدرة على اتخاذ القرار و الموقف الصحيح ،
قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ التحريم6 ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
فطوبى لمن أوقد شمعة في الظلام ، فأرشد إلى الخير ودل على الحق وحذر من الباطل ،
عندها يمكن أن يولد أمل جديد وبصيص من نور في التغيير وحياة طيبة كريمة ،
فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ،
حينها يمكن أن تنفى القلوب خبثها كما ينفى الكير خبث الحديد ،
وتحت الرغوة اللبن الصافي الصريح .
نســأل الله أن يصرف عنا ما ابتليت به أمتنا ، وأن يرد عنها كيد المفسدين ، وأن نحيا الحياة التي أرادها الله لعباده الصالحين ، رائدنا كتاب الله عز وجل وقدوتنا ما استنه رسولنا صلوات ربى وسلامه عليه وما كان عليه الصحابة والتابعين ، غير ملتفتين لإفساد المفسدين وتضليل الواهين من أعداء الأخلاق ودعاة الرذيلة ،
نسأل الله الثبات على دينه وما أمر والغنيمة من كل خير وبر ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتب:
مجلة اسلامى عنوانى بتاريخ 20 / 10 /1431 هـ .